56

Nasab Quraysh

نسب قريش

Investigator

ليفي بروفنسال، أستاذ اللغة والحضارة بالسوربون، ومدير معهد الدروس الإسلامية بجامعة باريس - سابقا

Publisher

دار المعارف

Edition Number

الثالثة

Publisher Location

القاهرة

وعلي بن الحسين الأصغر، لأم ولد؛ وكان علي بن الحسين مع أبيه يومئذ، وهو ابن ثلاث وعشرين سنة، وكان مريضًا؛ فلما قتل الحسين، قال عمر بن سعد: " لا تعرضوا لهذا المريض " قال علي بن الحسين: فغيبني رجل منهم، وأكرم نزلي، وحضنني، ووجعل يبكي كلما دخل وخرج، حتى كنت أقول: " إن يكن عند أحد خير، فعند هذا! " إلى أن نادى منادي ابن زياد: " ألا من وجد علي بن الحسين، فلياتي به! فقد جعلنا فيه ثلاثمائة درهم! " قال: فدخل علي، والله! وهو يبكي، وجعل يربط يدي إلى عنقي، وهو يقول: " أخاف! " فأخرجني إليهم مربوطًا، حتى دفعني إليهم، وأخذ ثلاثمائة درهم، وأنا أنظر؛ فأدخلت علي ابن زياد؛ فقال: " ما اسمك؟ " فقلت: " علي بن حسين " فقال: " أولم يقتل الله عليًا؟ " قال: قلت: " كان لي أخ يقال له علي أكبر مني، قتله الناس. " قال: " بل! الله قتله " قلت: " الله يتوفى الأنفس حين موتها، والتي لم تمت في منامها " فأمر بقتله. فصاحت زينب بنت علي: " يابن زياد! حسبك من دمائنا! أسألك بالله إن قتلته إلا قتلتني معه! " فتركه. فلما صاروا إلى يزيد بن معاوية، قام رجل من أهل الشام؛ فقال: " إن نساءهم لنا حلال! " فقال علي بن حسين: " كذبت! ما ذلك لك إلا أن تخرج من ملتنا! " فأطرق يزيد مليًا، ثم قال لعلي بن حسين: " إن أحببت أن تقيم عندنا، فنصل رحمك، فعلت! وإن أحببت، وصلتك، ورددتك إلى بلدك! " قال: " بل تردني إلى المدينة " فرده ووصله. وكان علي يكنى أبا الحسن. ذكر حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد، قال: سمعت علي بن حسين، وكان أفضل هاشمي أدركته، وكان يقول: " يا أيها الناس! أحبونا حب الإسلام، فما برح بنا حبكم حتى صار علينا عارًا! " ومات علي بن حسين، وهو ابن ثمان وخمسين سنة، ودفن بالبقيع، سنة ٩٤؛ وكان يقال لهذه السنة: " سنة الفقهاء "،

1 / 58