394

Nasab Quraysh

نسب قريش

Editor

ليفي بروفنسال، أستاذ اللغة والحضارة بالسوربون، ومدير معهد الدروس الإسلامية بجامعة باريس - سابقا

Publisher

دار المعارف

Edition Number

الثالثة

Publisher Location

القاهرة

في الأمر؛ فأعطاه ذلك رسول الله ﷺ؛ ثم بعث إليه رسول الله ﷺ، فقال له " إني أردت أن أوجهك وجهًا وأرغب لك رغبة من المال " فقال عمرو: " أما المال فلا حاجة لي فيه، ووجهني حيث شئت " فقال رسول الله ﷺ: " نعما بالمال الصالح للرجل الصالح " ثم وجهه إلى الشأم، وأمره أن يدعو أخوال أبيه العاصي من بلي إلى الإسلام، ويستفزهم إلى الجهاد؛ فشخص عمرو إلى ذلك الوجه، ثم كتب إلى رسول الله ﷺ يستمده؛ فأمد بجيش فيهم أبو بكر، وأميرهم أبو عبيدة ابن الجراح؛ فقال عمرو: " أنا أميركم " وقال أبو عبيدة: " أنت أمير من معك، وأنا أمير من معي " قال عمرو: إنما أنتم مدد لي؛ فأنا أميركم " فقال له أبو عبيدة: " تعلم، يا عمرو، أن رسول الله ﷺ عهد إلي، فقال: إذا قدما على عمرو فتطاوعا ولا تختلفا، فإن خالفتني، أطعتك، قال: " فإني أخالفك " فسلم له أبو عبيدة، وصلى خلفه.
وقيل لعمرو بن العاص: " ما أبطأ بك عن الإسلام، وأنت أنت في عقلك؟ " قال: " إنا كنا مع قوم لهم علينا تقدم وسن، توازي حلومهم الجبال، ما سلكوا فجا فتبعناهم إلا وجدناه سهلًا. فلما أنكروا على النبي ﷺ، أنكرنا معهم، ولم نفكر في أمرنا، وقلدناهم. فلما ذهبوا وصار الأمر إلينا، نظرنا في أمر النبي ﷺ، فإذا الأمر بين؛ فوقع في قلبي الأسلام. وعرفت قريش في إبطائي عن ما كنت أسرع فيه من عونهم على أمرهم؛ فبعثوا إلي فتىً منهم؛ فقال: " يا أبا عبد الله! إن قومك قد ظنوا بك الميل

1 / 410