15
من المعسكر العام على ظهر الباخرة أوريان 4 مسيدور سنة 6 للثورة «22 يونيه سنة 1798»
من بونابرت عضو الانستينو ناسيونال، وقائد عام جيش مصر
أيها الجنود!
إنكم ستخوضون غمار حرب سيكون لها تأثير عظيم على المدينة وتجارة العالم أجمع، وستضربون إنكلترا ضربة حساسة في صميم فؤادها، على أمل أن تتمكنوا بعد من إيصال هذه الضربة للقضاء على حياتها.
سنضطر إلى قطع مسافات متعبة على الأقدام، وسنقاتل في عدة مواقع، وسنفوز في جميع المعارك؛ لأن العناية معنا.
وبعد وضع أقدامنا في أرض مصر ببضعة أيام سنمحي من صحيفة الوجود أولئك البكوات المماليك الذين يعضدون التجارة الإنجليزية دون سواها، والذين أهانوا تجارنا، وعاملوا سكان وادي النيل بالظلم والاستبداد.
واعلموا أن الشعب الذي سنعيش معه يدين بدين الإسلام، وأول قواعدهم «أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله» فلا تعارضوهم في معتقدهم، وعاملوهم كما عاملنا اليهود والإيطاليين، واحترموا مشايخهم وعلماءهم، كما احترمنا الرهبان والقساوسة.
وليكن في نفوسكم من التسامح للتقاليد التي يقضي بها الشرع، والمساجد، مثلما كان لكم من التسامح مع الكنائس والصوامع والبيع، ومع المتدينين بدين عيسي وموسى، ولقد كانت الجيوش الرومانية قبلكم تحمي الأديان وترعاها، وستجدون في هذه الديار عادات تخالف العادات في أوروبا، فلا بد من أن تألفوها وتعتادوها، وأعلموا أن الناس الذين ستكونون بينهم، يعاملون النساء على غير مألوفنا، وقد أجمعت الأمم على أن من يتعدى على حرمة المرأة، إنما هو حيوان وبهيم.
وأما النهب والسلب، فلا يغني إلا فئة قليلة من الأفراد، ولكنه يحط من قدرنا، وينقص من شرفنا، ويبغض فينا قلوب الناس الذين من مصلحتنا أن نكون معهم على صفاء ووداد. ا.ه.
Unknown page