Nakabat
النكبات: خلاصة تاريخ سورية منذ العهد الأول بعد الطوفان إلى عهد الجمهورية بلبنان
Genres
ومن زلاته أنه عين ابنه يزيدا خلفا له، وهو عالم أنه مكسال محب للهو والطرب.
وكان يزيد مولعا بتربية القرود والكلاب أكثر من ولعه بتربية الملك وتوطيد أركانه، بتربيته بالحكمة وتوطيد أركانه بالصالحات. لولا ذلك لما قتل الحسين في كربلاء؛ فقد كان في طاقة الجيش الأموي الكبير أن يأسر الحسين وقافلته التي لم يتجاوز عددها الستين نفرا، ويجيء بهم كلهم أسرى إلى دمشق. وقد كان في طاقة الخليفة يزيد، لو كان على شيء من فضائل أبيه، أن يمنع جنوده عن نهب المدينة بعد فتحها، أو أنه في الأقل لا يبيحها لهم ثلاثة أيام.
أما ثالث الخلفاء، معاوية بن يزيد، فكان خليقا بأن يكون من الزهاد لا من الملوك.
والرابع مروان بن الحكم أخذ الخلافة بالسيف، وكان يحاول أن ينسج على منوال معاوية الكبير، ولكنه قتل غدرا في الشهر التاسع من ولايته.
والخامس عبد العزيز بن مروان، الذي يعده المؤرخون مع معاوية من الطراز الأول، فقد حكم نيفا وعشرين سنة حكما عسكريا أوتوقراطيا، فكثرت حروبه. ولولا المال الذي كان يبذله لما كان فيها موفقا. هو الذي صالح الروم على مال يؤديه إليهم - ألف دينار كل يوم، وفرس وغلام !
وعبد الملك بن مروان هو أول من قيد حرية الكلام في حضرة الخلفاء، فلم يعد العرب في عهده وبعده يراجعون الخليفة كما كانت عادتهم - وكما هي عادتهم اليوم في نجد وفي اليمن - ويعترضون عليه. لو كان في عهد عبد الملك صحافة لما تمتعت يوما واحدا بالحرية، التي هي كنزها وكنز الحقيقة الأكبر.
وعبد الملك بن مروان هو الذي أمر بردم العيون والآبار في البحرين، ليفقر أهلها فيلينوا للحكام.
2
وعبد الملك بن مروان هو الذي أمر الحجاج على الحجاز ثم على العراق - الحجاج بن يوسف
3
Unknown page