قوله: (والتزموا) [و41] (رفع الرجل لأنه المقصود) هذا مذهب سيبويه(1) والجمهور لأنه لم يسمع إلا الرفع ولأنه المقصود (بالنداء) وإنما أتى بأي توصلا إلى ندائه، وإنما لم يقل ضمه، لبعده عن حرف النداء ، فلما بعد صار معها، ولما كان مقصودا اجتلبت صورة الضمة وأجاز المازني(2) والزجاج(3) الرفع والنصب في الرجل فجعلوه صفة ل(أي) واسم الإشارة، وقاسوه على (يا زيد الظريف) وفصل بعض المتأخرين، فقال: إن دخل حرف النداء على (أي) والتنبيه فقط وجب رفع الرجل، لأنه لا يكتفي ب(أي) دون صفتها، وإن دخل على الإشارة، فإن أردت نداءها، جاز في الرجل الوجهان وإن جعلتها وصلة إلى نداء المعروف وجب الرفع، وقال الفراء والأخفش(4) في (يا أيها الرجل) أي موصولة، وذواللام بعده خبر مبتدأ محذوف، والجملة صلة أي، وتقديره: (يا الذي هوالرجل) وإنما جاز حذف هذا المبتدأ لمناسبة التخفيف للمنادى، وإنما بنيت (أي) وكان قياسها النصب، لأن الموصول طويل بصلته يحذف صدر صلتها، وضعف تفرد (أي) فالتزموا رفع توابعه، بأن هذا المضمر لم يظهر في بعض الصور فيستدل به على حذفه في باقيتها.
Page 293