المسافة منقسمة وفي بعصها قد كان نافذا أيضا فقد كان الحجم زائدا قبل أن صدع وهذا محال لوجهين أحدهما لأن الإناء الذي ملأه شيء لا يسع فيه مالئ أكثر منه حتى يثقبه إلى أن يشقه والثاني لأن الحجم إذا صار أكبر كان يشق لأنه أكبر فيجب أن يكون قد شق قبل أن شق - اللهم إلا أن يقال إنه دخل شيء وخرج شيء مثله فيكون الحجم لم يزدد إلى وقت الشق ثم ترجع المسألة من رأس في القدر الذي إذا دخل فيه شيء لم يخرج مثله فقد بطل أن تكون الحركة الصادعة من جهة حركة انتقالية تعرض لما في الاناء من تلقائه وبطل أن يكون لدفع يعرض من دافع وليس يجوز أن تكون إلى جهة واحدة فينتقل الاناء قبل أن يشفه فقد بقي أنه إنما يعرض لانبساطه فيشق بالدفع القوي والتمديد فيكون قد ازداد حجم جسم لا بمداخلة جسم آخر - إما وهو باق بعد على صورته في كليته وإما أن بعض أجزائه استحال إلى صورة أخرى تقتضي كما أكبر - وإما أن جميعه استحال إلى صورة تقتضي مقدارا أكبر. غير ما للبسائط العنصرية وينبغي أن تعلم أن ههنا برودة وحرارة تفيض من القوى الفلكية خارجة عن العنصريات وإلا فكيف يبرد الأفيون أقوى مما يبرد الماء والأرض والجزء البارد فيه مغلوب بالتركيب مع الاضداد وكيف يفعل ضوء الشمس في العيون العشا ويفعل النبات بأدنى تسخين ما لا تفعله النار بتسخين يكون فوقه أو مساويا له بل ههنا قوى تفيض من تلك الأجسام في هذه الأجسام إذا تركبت فربما كانت مجانسة وإن لمتكن هذه القوى موجودة في تلك الأجرام أو أشياء أخرى غيرها تجري في إفاضة ذلك مجراها.
Page 125