Naḥwa inqādh al-tārīkh al-islāmī
نحو إنقاذ التاريخ الإسلامي
Genres
[279 ]
(وبالنسبة لمعاوية فبالاضافة إلى ما سبق هو أولى الناس بالمطالبة بدم عثمان لانه ولي دمه فهو ابن عمه وكبير اسرته بني أمية). أقول: أولا: كون معاوية هو ولي دم عثمان باطل فإن ابناء عثمان هم أولياء دم عثمان وكانوا شبابا بالغين خرجوا مع عائشة يوم الجمل فهم أولياء دمه وليس معاوية ! !.. أما كونه كبير أسرة بني أمية فإن القبلية قد أبطلها الاسلام.. فقول الفقيهي فيه إقرار بشرعية (العصبية القبلية) على حساب (الاحكام الشرعية) وللاسف ان أكثر المؤرخين الاسلاميين اليوم إذا تحدثوا عن خلاف معاوية فإنهم يرتكزون على (الجانب القبلي الجاهلي) في تسويغ خروج معاوية وينسون الجانب الشرعي الاسلامي أو يتناسونه ! ! على أية حال لن يكون معاوية أحرص على تطبيق الشرع من علي ولن يكون أعارب لخم وجذام ومسلمة الفتح أحرص على ذلك من البدريين والمهاجرين والانصار الذين كانوا مع علي ! ! !. ثانيا: إن سلمنا ان معاوية له الحق في المطالبة بدم عثمان فإن المطالبة الشرعية لا تكون بالسيف، فإذا حاول كل صاحب حق ان يأخذ حقه من الامام بالسيف فهذا فيه شر عظيم وشق للعصا ومفسدة أكبر مما يرجى من المصلحة وقد رأينا النتائج. ثالثا: معاوية نفسه عندما تولى الخلافة تخلى عما كان يطالب به من قتل قتلة عثمان ! ! فهذا يدل على انه لم تكن له بينة على احد منهم بعينه أو انه خشي ازدياد الفتنة وهذه يعتذر بها الفقيهي عن معاوية ولا يعتذر بها عن علي مع ان عليا أولى بالعذر هنا..
Page 279