216

Nahj al-Balāgha

نهج البلاغة

Editor

شرح : الشيخ محمد عبده

Edition

الأولى

Publication Year

1412 - 1370 ش

Genres

أمله فيقطعه حضور أجله. فلا أمل يدرك ولا مؤمل يترك، فسبحان الله ما أغر سرورها وأظمأ ريها وأضحى فيئها لا جاء يرد ، ولا ماض يرتد. فسبحان الله ما أقرب الحي من الميت للحاقه به، وأبعد الميت من الحي لانقطاعه عنه إنه ليس شئ بشر من الشر إلا عقابه، وليس شئ بخير من الخير إلا ثوابه. وكل شئ من الدنيا سماعه أعظم من عيانه. وكل شئ من الآخرة عيانه أعظم من سماعه. فليكفكم من العيان السماع، ومن الغيب الخبر. واعلموا أن ما نقص من الدنيا وزاد في الآخرة خير مما نقص من الآخرة وزاد في الدنيا. فكم من منقوص رابح ومزيد خاسر. إن الذي أمرتم به أوسع من الذي نهيتم عنه. وما أحل لكم أكثر مما حرم عليكم. فذروا ما قل لما كثر، وما ضاق لما اتسع. قد تكفل لكم بالرزق وأمرتم بالعمل، فلا يكونن المضمون لكم طلبه أولى بكم من المفروض عليكم عمله، مع أنه والله لقد اعترض الشك ودخل اليقين ،

Page 225