ودعيتم إلى الأمر الواضح ، فلا يصم عن ذلك إلا أصم (1) ولا يعمى عن ذلك إلا أعمى!! ومن لم ينفعه الله بالبلاء والتجارب لم ينتفع بشىء من العظة ، وأتاه التقصير من أمامه (2) حتى يعرف ما أنكر وينكر ما عرف ، فإن الناس رجلان : متبع شرعة ، ومبتدع بدعة ، ليس معه من الله برهان سنة ، ولا ضياء حجة ، وإن الله سبحانه لم يعظ أحدا بمثل هذا القرآن ، فإنه حبل الله المتين ، وسببه الأمين (3)، وفيه ربيع القلب ، وينابيع العلم ، وما للقلب جلاء (4) غيره ، مع أنه قد ذهب المتذكرون ، وبقى الناسون أو المتناسون. فإذا رأيتم خيرا فأعينوا عليه ، وإذا رأيتم شرا فاذهبوا عنه ، فإن رسول الله ، صلى الله
Page 115