وصاحب الحزم والعزم اللذين هما ... في الحل والحل ضد الغي والخطل
والبس لكل زمان ما يلايمه ... في العسر واليسر من حل ومرتحل
واصمت ففي الصمت أسرار تضمنها ... ما نالها قط إلا سيد الرسل
واستشعر الحلم في كل الأمور ولا ... تبادر ببادرة إلا إلى رجل
وإن بليت بشخص لا خلاق له ... فكن كأنك لم تسمع ولم يقل
ولا تمار سفيهًا في محاورة ... ولا حليمًا لكي تنجو من الزلل
ثم المزاح فدعه ما استطعت ولا ... تكن عبوسًا ودار الناس عن كمل
ولا يغرك من تبدو بشاشته ... منه غليك فإن السم في العسل
وإن أردت نجاحًا أو بلوغ منى ... فاكتم أمورك عن حاف ومنتعل
وأبكر بكور غراب في شذا نمر ... في بأس ليث كميّ في دها ثعل
بجود حاتم في إقدام عنترة ... في حلم أحنف في علم الإمام علي
وهن وعزّ وباعد واقترب وأثل ... وابخل وجد وانتقم واصفح وصل وصل
بلا غلو ولا جهل ولا سرف ... ولا توان ولا سخط ولا مذل
وكن أشد من الصخر الأصم لدى البأسا ... وأسير في الآفاق من مثل
حلو المذاقة مرًّا لينا شرسا ... صعبًا ذلولًا عظيم المكر والحيل
مهذبًا لوذعيا طيبًا فكهًا ... عشمشمًا غير هياب ولا وكل
صافي الوداد لمن أصفى مودته ... حقًا وأحقد للأعداء من جمل
لا يطمئنّ إلى ما فيه منقصة ... عليه إلا لأمر ما على دخل
ولا يقيم بأرض طاب مسكنها ... حتى يقدّ أديم السهل والجبل
ولا يصيخ إلى داع إلى طمع ... ولا ينيخ بقاع نازح العلل
ولا يضيع ساعات الدهور فلن ... يعود ما فات من أيامها الأول
ولا يراقب إلا من يراقبه ... ولا يصاحب إلا كل ذي نبل
ولا يعدّ عيوب الناس محتقرًا ... لهم ويجهل ما فيه من الخلل
ولا يظن بهم سوءًا ولا حسنًا ... يصاب من أصوب الأمرين بالغيل
ولا يؤمل آمالًا بصبح غد ... إلا على وجل من وثبة الأجل
ولا ينام وعين الدهر ساهرة ... في شأنه وهو ساه غير محتفل