أطيب من ثناها عبيرا بين الورى، واسأل به خبيرا
دامت معاليهم على طول الزمن يروى حديث الفضل عنها عن حسن
وثابت وقرةٍ وسعد وأسعفوا بنيل كل وعد
فهم الذين نوهوا بقدري الخامل، وظنوا مع نقصي أن بحر معرفتي وافر كامل، حسبما اقتضاه طبعهم العالي:
فلو شريت بعمري ساعةً ذهبت عن عيشتي معهم ما كان بالغالي
فمتعين حقهم لا يترك، وحبهم لا يخالط بغيره ولا يشرك، وإن أط
لت الوصف فالغاية في ذلك لا تدرك:
يزداد في مسمعي ترداد ذكرهم طيبًا ويحسن في عيني مكرره
وإذا كان المديح الصادق لا يزيدهم رفعة قدر، فهم كما قال الأعرابي الذي ضلت ناقته في مدح البدر، والبليغ وذو الحصر في ذلك سيان، والحق أبلج، والباطل لجلج، وليس الخبر كالعيان:
هب الروض لا يثني على الغيث نشره أتحسبه تخفى مآثره الحسنى
وقد تذكرت بلادي النائبه، بذلك المرأى الشامي الذي يبهر رائيه، فما شئت من أنهار ذات انسجام، أترع بها من جريال الأنس جام، وأزهار متوجة للأدواح، مروحة للنفوس بعاطر الأرواح، وحدائق تعشي أنوارها الأحداق، وعيانها للخبر عنها مصداق وأي مصداق: