وغيلان (1) وجماعة كثيرة لا تحصى. ولم يك ما وقع من الخلاف حينئذ يتجاوز باب إضافة معاصي العباد إلى الله سبحانه عن ذلك ونفيها عنه وغيره من هذا الباب بباب القدرة والمقدور وما أشبهه (2).
الأقوال في كيفية خلق الأفعال
فأما الكلام في خلق أفاعيل العباد وفي الاستطاعة وفيما اتصل بذلك وشاكله فانما حدث بعد دهر طويل.
ويقال : إن أول من حفظ عنه القول بخلق أفاعيل العباد جهم بن صفوان (3)، فانه زعم أن ما يكون في العبد من كفر وإيمان ومعصية فالله فاعله كما فعل لونه وسمعه وبصره وحياته ، وأنه لا فعل للعبد في شيء من ذلك ولا صنع ، والله تعالى صانعه ، وأن لله تعالى أن يعذبه من ذلك على ما يشاء ويثيبه على ما يشاء.
وحكى عنه علماء التوحيد أنه كان يقول مع ذلك : إن الله خلق في العبد قوة بها كان فعله ، كما خلق له غذاء يكون به قوام بدنه ، ولا يجعل العبد كيف تصرف حاله فاعلا لشيء على حقيقته ، فاستبشع من قوله أهل العدل وأنكروه مع أشياء أخر حكيت عنه.
ولما أحدث جهم القول بخلق أفعال العباد قبل ذلك ضرار بن عمرو (4) بعد
Page 349