85

يجب الاذعان والاعتراف بأن العلوم البشرية كنور شمعة وان حقائق هذا العالم العظيم كنور الشمس بل أعظم من ذلك!

ومن هنا ينبغي القول : ( سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا ). (البقرة / 32)

ونختم هذا الحديث بكلام عظيم لمتكلم عظيم ألا وهو الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ، حيث يقول في خطبة الأشباح :

«واعلم أن الراسخين في العلم هم الذين أغناهم عن اقتحام السدد المضروبة دون الغيوب ، الاقرار بجملة ما جهلوا تفسيره من الغيب المحجوب ، فمدح الله تعالى اعترافهم بالعجز عن تناول ما لم يحيطوا به علما ، وسمى تركهم التعمق فيما لم يكلفهم البحث عن كنهه رسوخا ، فاقتصر على ذلك ولا تقدر عظمة الله سبحانه على قدر عقلك فتكون من الهالكين»! (1).

* *

** تذكير :

إن الالتفات إلى كون علم البشر محدودا له آثار ونتائج إيجابية بناءة ، نذكرها هنا :

** 1 الحد من الغرور العلمي :

في حدود القرن الثامن عشر الميلادي في اروبا فعندما حصلت قفزة في العلوم الطبيعية آنذاك ، تصور بعض العلماء أن جميع ألغاز الكون قد حلت وأن أسراره قد كشفت ، ولهذا أنكروا كل شيء يكمن وراء معلوماتهم ، بل سخروا من جميع الامور التي لا تدخل في اطار معلوماتهم ، وقد وصل انكارهم إلى حد سخروا من وجود الروح حيث قال بعضهم : لا نؤمن بوجود الروح مالم نشاهدها تحت سكاكين الجراحة في غرفة العمليات ، أو بما أن الله لا يدرك بالحس فلا وجود له!

إن هذا النوع من الغرور خلق مشاكل كثيرة ، والأمر الوحيد الذي يمكنه أن يحطم هذا

Page 91