371

«الجهل» و «الشهوات» و «الذنوب» و «الاستبداد» و «الأستعمار» وما شاكل ، وهي أمور ترتفع وتزول تحت ظل وجود رسول الله وتعليماته التحررية.

* * *

الآية الخامسة كلام ورد عن لسان محطم الأوثان إبراهيم عليه السلام عندما خاطب الوثنيين موبخا إياهم على عملهم القبيح هذا (عبادة الأصنام)، وقال من أجل إيقاض عقولهم حيث كانوا يغطون في سبات عجيب :

( هل يسمعونكم إذ تدعون* أو ينفعونكم أو يضرون )؟! فلابد للعبادة أن تكون إما من أجل الربح والمكافأة والمنفعة أو من أجل دفع الضرر والعقاب.

وبالطبع لم يكن لديهم أجوبة إيجابية على هذه التساؤلات سوى الإعتصام باتباع وتقليد السلف والقول : ( بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون ).

تدل هذه التعابير جيدا بأن حافز النفع والضرر (ليس النفع والضرر المادي فحسب فالنفع والضرر المعنوي أفضل وأرفع منه) ويمكن أن يكون حافزا للحركة باتجاه معرفة الله.

* * *

حول نزول آيات سورة فصلت وهي الآية السادسة في بحثنا هذا ، نقرأ أن «أبا جهل» سأل «الوليد بن المغيرة» وهو من رجال عرب الجاهلية المعروفين وهو من أهل النظر والمشورة يرجع إليه عند المعضلات : ما هذا الذي يقوله «محمد»؟ أهو كهانة أم سحر؟ أهو تكهن؟ ... فقال «الوليد» : يجب أن أذهب إليه بنفسي وأتحقق ، وعندما جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله قرأ له بعضا من آيات سورة فصلت إلى أن جاء إلى الآية التي وردت في بحثنا : ( فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود ).

فارتجف «الوليد» لسماع هذه الآيات واقشعر بدنه ووقف شعر رأسه ، فنهض من مكانه وعاد إلى بيته وأغلق الباب على نفسه ، حتى ظن اكابر قريش أنه يميل نحو الدين

Page 15