337

وقد طرحت الآية الرابعة والأخيرة استفهاما تقريريا قائلة : ( افمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه )؟ وهذا دليل واضح على أن قبول الإيمان متزامن ومقترن مع شرح الصدر ، وشرح الصدر أرضية خصبة للنور الإلهي ، النور الذي يضيء العالم أمام أعين المؤمن ، ويكشف له حقائقه كما هي.

إن المراد من «شرح الصدر» هو اتساع الروح إلى درجة تكون مستعدة لاستيعاب حقائق كثيرة ، وما يقابل شرح الصدر هو «ضيق الصدر» أي تضيق الروح بدرجة لا تتمكن من استيعاب شيء من الحقائق ، وبتعبير آخر : إن شرح الصدر هو اتساع وعظمة الروح الذي يعد الإرتباط بالذات اللامتناهية أحد عوامله ، نعم إن الروح التي تتخذ صبغة الله وتتسع تكون أهلا لقبول العلوم والمعارف الإلهية.

إنها لا تتسع فحسب ، بل تلين وتختصب وتتهيء لنثر بذور المعرفة فيها ، ولهذا صرحت الآية في النهاية : ( فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله ).

* *

* توضيح

** علاقة الإيمان بالعلم في الروايات الإسلامية :

1 جاء في حديث عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال : «إن المؤمن ينظر بنور الله» (1) فطلب أحد الصحابه بيان معنى الحديث فقال عليه السلام : «هذا إنما هو لأجل أن الله تعالى قد خلق المؤمن من نوره واحاطه برحمته».

2 ونقرأ في حديث آخر عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله أنه قال :

«اتقوا فراسة المؤمن فانه ينظر بنور الله ثم تلا : إن في ذلك للمتوسمين» (2).

3 وفي رواية اخرى عن الإمام موسى بن جعفر عليه السلام عن آبائه الكرام عن رسول الله صلى الله عليه وآله

Page 355