215

وثالثا ، إن محتوى المكاشفات الحقيقية يتفق دائما مع العقل اتفاقا كاملا ، وتكون بعيدة عن الامنيات والأوهام غير المعقولة ، فالذي يقول : «إني رأيت الرافضية مكاشفة كالخنازير» ، في الحقيقة رأى نفسه في مرآة ذاته ، والذي يقول : «عندما وصلت إلى الحق ، فرأيت بيت الله يطوف حولي» فانه مصاب بوكع في رأسه ، وشخصا كهذا يرى نفسه مستغنيا عن الطواف ، ويرى الطواف أدنى من شأنه ، بينما الرسول صلى الله عليه وآله بعظمته لم ير نفسه مستغنيا عن ذلك ، وقد حج حتى في آخر سنة من عمره الشريف وأدى المناسك.

** وآخر الحديث في الكشف والشهود هو هذا :

لا يمكن عد الكشف والشهود كمصدر عام للمعرفة مثل «العقل» و «الحس» و «التاريخ» بل إنه مصدر خاص ، وله شروط ومواصفات صعبة.

Page 225