189

وهذا تكلف بلا نتيجة ، وتبرير خلاف الظاهر.

كما أنه نقلت روايات عديدة في ذيل هذه الآية بينت أن أعمال العباد تعرض كل صباح (بعض الروايات ليس فيها قيد الصباح) على رسول الله صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام فيرونها ويفرحون بها إن كانت طاعات ، ويتألمون إن كانت معاصيا (1).

ويمثل هذا الحجم الكبير من الروايات في تفسير هذه الآية درس كبير لجميع سالكي طريق الحق والهداية ، حيث إن هناك مراقبين أجلاء يراقبون أعمالهم ، والإيمان بهذه الحقيقة لها مردودات تربوية جمة ، وقد نقل هذا المضمون في ضمن روايات كثيرة عن الإمام الصادق عليه السلام حيث يقول في أحدها : «إذا صار الأمر إليه جعل الله له عمودا من نور يبص ر به ما يعمل به أهل كل بلدة» (2).

* *

والآية الثالثة إشارة إلى ما يعتقده البعض من مشاهدة رسول الله صلى الله عليه وآله لجبرئيل عليه السلام في شكله الحقيقي ، وقد شاهده بهذا النحو مرتين ، المرة الاولى في بداية بعثته حيث ظهر (عليه السلام) في الافق وغطى الشرق والغرب ، وكان بدرجة من الجلالة والعظمة حيث اضطرب الرسول حينها اضطرابا شديدا ، والمرة الثانية هي عند معراجه صلى الله عليه وآله ، وقد اشير في سورة النجم لكلا اللقائين.

وهناك تفسير آخر وهو أن المراد من الرؤية في الآية هو حصول الشهود الباطني له ، الشهود للذات الإلهية المقدسة ، وهو شهود بالعين الباطنية لا الظاهرية ، وهو مصداق واضح ل «لقاء الله» في هذا العالم ، وقد جاء شرح ذلك مفصلا في تفسير الأمثل في ذيل الآيه 18 سورة النجم.

Page 199