غزالة كم رمتها مغازلا
سألت على متونها غدائري ... وأد من حق البكاء واجبا
يا أبيا أن لا يكون أبيا
أو أن وقفت الدمع فيها ساكبا
فقد غدت برغمنا متاعبا
ومن ذيول جررت مساحبا
لكنه غدا علي قاضيا
وكم رفعت في النوى نوائبا
عن وصل مسلوب الجنان جانبا
بأن يكون للعميد صاحبا
قد صار رشدي من نواك عازبا[59ب-ب]
مغازيا مداريا مداعبا
من أجل ذاك سميت ذوائبا
وله:
قف برسم الصبوة المندرس ... باكيا فيه بأعلى نفس
ذاكرا أيام وصل عبرت ... كالمنى أو خلسة المختلس
بدموع للهوى في سبق ... وظلوع للجوى في قبس
شاكيا أيام بين قد رمت ... مالها غير قساها من قسي
فالثم الترب الذي كم جررت ... فيه أذيال ملاح اللعس
وخذ العرف الذي تعرفه ... لو يكن بين طباق الأرمس
عرف من ألبسني حبي لها ... حلة الملبوس ثوب "الملبس"
أي داع لي لولا زينب ... في طلول ورسوم درس
إن في المعنى لمن يعرفه ... أي معنى ليس بالملتبس [195-أ]
"لا تلمني"في سؤالي طللا ... "وخطابي" للأحم الأملس
كل من ذاق غراما ونوى ... كاد أن يفهم صوت الجرس
كم غزال في رباه غوزلت ... ومهاة رفلت في سندس
فدع الشان عليه سائلا ... سائلا عن شأنه المنعكس
سدد الدهر عليه أسهما ... مرسلات فوقت عن عبسي
وغدا الخطب عليه خاطبا ... واعظا يذكرنا ما قد نسي
عبرا تورث من يعبره ... حيرة الضب وحذق الكيس
كم وصال ظفرت كفي به ... بعدما نامت عيون الحرس
وحديث آنست نفسي له ... فهو عندي مسند عن أنسي
وأنا اليوم كئيب مفرد ... بين أطماع وبين مؤيس
فليت شعري هل لأيام اللقا ... نفس يذهب حر الأنفس
فأيك حالي أيها الطرف فما ... أحسن الطيب لمثل العرس
واندب الربع بصوت متعب ... وبكاء من زمان متعس
كان فيه للدراري شبه ... ولها الأطلس شبه الأطلس
ما للحطى كلما جاذبته ... في حضيض العيش كالمنتكس
يا حمام الأيك صف لي نائحا ... فتوسيني فراق المؤنسي
كم فيك كحالي شبها ... ولنوحي هائما في الفلس
Page 290