كشارب الخمر كلما جليت ... سكران من خمر غية فصحاء
في شطر مضمار عمره مرحا
عذاره كيف في المشيب لحا
يغري أخا الغي غي كل من نصحا
بكف غان يسومه البرحا
أعرض عما يقوله النصحا[171-أ]
ومن شعره وقد ألح عليه بعض الأدباء في جواب أبيات:
أيعجز مثلي النظم أو يفحم الشعر
وفيه أطاعتني اليراعات والحبر
ولم يبق بحر لم أخض فيه موجه
ولم يعيني في خوضه المد والجزر
إذا خضت في البحر البسيط مصليا
يسلم لي أهل البسيطة والبحر[53ب-ب]
ولكن لما خضت بحرك سابحا
غرقت دهرا وليس له قعر
فصادفت في تياره النون فاتحا
لفيه فأضحى جوفه وهو لي وكر
وفي ظلمات البحر عمرت حقبة
وليس لغير الله في خاطري ذكر
فناديت في تلك الشدائد معلنا
بسبحانك اللهم فأنفرج العسر
ترامت بي الأمواج في كل ساحل
وهآنا عار بالعراء ولا صبر تذكرت
نجوت بلى استغفر الله إنما
أني حين عربدني السكر
تخيلت أني بالفرات وأن لي
صناعة ملاح قد (1) وقد وقف النهر
فألقيت في وسط البحيرة راميا
بنفسي كي ترضى وما بيننا الجسر
نعم ليس شرب الراح شاني شالي وإنما
نظامك وافاني فقل لي هو الخمر
وإلا فبين لي متى كنت عاصرا
متى كنت نباذا متى فنك السحر
متى صغت لي القرطاس تاج مرصعا
جواهر ألفاظ متى رخص الدر
أقل عثرتي قد صرت ولهان حائرا
فمن بعض ما لقيت يتضح العذر
وكان الذي لو كان ما كان كائنا
ولم يكن القول الذي صدقه هجر
((وله:
مدحنا عليا بالذي تمدحونه
وقلتم بأن الحق في الدين فعلكمفعلكمو ... وسبيتموا أصحاب أحمددوننا
آلا لعن الرحمن منا أضلنا)) (2)
[وفاته]
وكانت وفاته في شهر محرم سنة ست وتسعين ومائة وألف؛ وقد أرخ وفاته الفقيه محمد بن حسن دلامه بأبيات، وبيت التاريخ هو:
ويا حبذا التاريخ جاء لعالم ... [172-أ]أعاد علينا الله من بركاته[172-أ] (3)
............(1196)
Page 266