ذكر صاحب النسمة (1) أنه حدثه شيخه العلامة صلاح بن أحمد الرازحي قال: دخل السيد أحمد الآنسي إلى المتوكل ب(السودة) فجعل يحدثه ويعاتبه على تقصيره في حقه فقضى جميع حوائجه وقال أنا لا استحل أن أرد لك حاجة واحدة أبدا، فقال السيد واحتاج هذه السجادة وأشار إلى سجادة هندية نفيسة كانت تحته فقام المتوكل عنها وأخذها السيد قال وإنما قال المتوكل أنه لا يستحل أن يرد له حاجة أراد انه من المؤلفين واتفق أن المتوكل وصل من (ضوران) (2) إلى صنعاء في أوائل ذي الحجة ودخلها وقت صلاة الفجر فأقبل إلى الجامع متنكرا وصلى مع الناس ففطن له السيد مع جماعة فقال:
قد طلع الفجر والإمام معا
واقترن الصبح والأصيل "وما"
بخ لصنعاء بطلعته حكت
ذكرتها يا إمام طلعته خيرمختار
فلا تلمها إذا أرقصت ... فمرحبا بالإمام والفجر
أحسن هذا القران في الدهر
البدر وكان المحاق للبدر
الورى من تبوك تقوك بالنصر
وصفقت للسرور بالعشر[90أ-ج]
[مؤلفاته]
وكان للسيد أحمد بذلك العصر شهرة كبيرة وله "ديوان شعر" وقد ذكره السيد العلامة علي بن أحمد بن معصوم في كتابه الموسوم "بسلافة العصر في محاسن أهل العصر"، فقال فيه (3):
هو شاعر حظي من الأدب بنصيب، وهو مع ذلك تارة يخطئ وطورا يصيب، ورد إلى مكة المشرفة فمدح بها سلطانها السيد الشريف زيد بن المحسن بقصيدة طويلة الذيل فأجازه عليها جائزة سنية النيل على أن نظام أبياتها غير مؤتلف وانتساق معانيها يتفاوت ويختلف، فهي كما قيل درة واجرة، قبحه تجاورها حدة، وأولها:
سلوا آل نعم بعدنا أيها السفر
تصدأ لشت "تصد" لقت الشمل بيني وبينها ... أعندهم علم بما صنع الدهر
Page 245