135

Nafahat Canbar

نفحات1

Genres

وكان يتحصل منها في كل سنة سبعمائة قدح طعاما بظلم عظيم، وتشك من الرعية، وعدم طيبة من نفوسهم ومعاملتهم بما يخالف مقتضى العدل والشرع، فتقدم الأمر إلى عاملها بأنه لا يقبض إلا العشر من الأجران (1) ولا يزاد على الواجب شيئا، فكان الحاصل منها في تلك السنة ثمانية عشر مائة قدح مع طيبة نفوسهم ورضاهم بذلك الرضاء المحقق، ثم حصل منها في السنة الثانية زيادة على ألفي قدح، ولما رأى تلك المصلحة العظمى مع إقامة العدل أجرى ذلك في سائر البلاد الكوكبانية فزادت موادها زيادة عظيمة وعمرت جميع البلاد، وقد كان صلب منها كثير بسبب الظلم ولم يبق موضع إلا زرع حتى زرعت السوائل والجبال، وصارت الرعية في ظل العدل[58ب-ج] آمنين، وفي روضة الراحة راتعين، وتتابعت الأمطار ودرت الخيرات وحصلت البركات.

كل ذلك لإقامة الأحكام الشرعية والعمل بما يطابق الشرع الشريف، وكان صاحب الترجمة يخرج إلى المدرسة في أوقات الصلوات فيصلي بالمسلمين جماعة ويشدد على من لم يؤقت الصلاة، أو نام عن صلاة الفجر حتى طلعت الشمس أو ظهر منه شئ من المعاصي، صلبا في دينه متشددا في ذلك، زاهدا في الملبوس، مخالطا للفقراء لا يأكل إلا مع المساكين والأيتام، وحصل بينه وبين البدر الأمير رسائل ومراجعات في عدة مسائل كمسألة الشاطر، ومسألة التأديب بالمال، وكان لا يراه عملا وأوصى بصرف غالب ما في داره من الأثاث إلى الفقراء، وأن حكمة حكم بيت المال، فصرفه شيخ الإسلام عبد القادر بن أحمد.

[(40/) استطراد: عبدالرحمن بن أحمد الكوكباني]*

وولد صاحب الترجمة المولى عبد الرحمن بن أحمد بن محمد وكان ولده هذا بمكان عظيم من التقوى والصلاح والمجد، وشرف النفس وكمال السيادة والرئاسة والتحلي بحلية سلفه الكرام، وكان أميرا مع أبيه وعلق به أمورا من بلاده، وله مشارفة في العلم والأدب.

Page 179