232

Nafahat Azhar

نفحات الأزهار

Edition Number

الأولى

Publication Year

1414 AH

له ألوانا من المخ المعقود بالسكر الطبرزد والعسل وغير ذلك، فعمل ذلك وقدمه إليه فأكل، فلما فرغ من الأكل قال له الطباخ: والله يا أمير المؤمنين ليس يفلح الشيخ بعد هذه الأكلة أبدا.

قال الفضل بن الربيع: فحدثهم والله شريك بعد ذلك، وعلم أولادهم، وولي القضاء لهم، ولقد كتب له برزقه على الصيرفي فضايقه في النقد فقال له الصيرفي: إنك لم تبع به بزا! فقال له شريك: بل والله بعت به أكثر من البز، بعت به ديني!

وحكى الحريري في كتاب " درة الغواص " إنه كان لشريك المذكور جليس من بني أمية، فذكر شريك في بعض الأيام فضائل علي بن أبي طالب (رض)، فقال ذلك الأموي: نعم الرجل علي! فأغضبه ذلك وقال: العلي يقال نعم الرجل ولا يزاد على ذلك؟ فأمسك حتى سكن غضبه ثم قال: يا أبا عبد الله ألم يقل الله في الإخبار عن نفسه " فقدرنا فنعم القادرون " وقال في أيوب " إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب "؟ وقال في سليمان " ووهبنا لداود سليمان نعم العبد ". أفلا ترضى لعلي بما رضي الله به لنفسه ولأنبيائه؟

فتنبه شريك عند ذلك لوهمه، وزادت مكانة ذلك الأموي من قلبه.. " 1.

4 - الذهبي: ".. ذكر إسحاق الأزرق أنه أخذ عنه تسعة آلاف حديث وقال ابن المبارك: هو اعجل بحديث أهل بلده من سفيان. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال عيسى بن يونس: ما رأيت أحدا قط أورع في علمه من شريك. وقال أبو إسحاق الجوزجاني: كان شريك سئ الحفظ.

قلت: كان شريك حسن الحديث إماما فقيها ومحدثا مكثرا ليس هو في الاتقان كحماد بن زيد، وقد استشهد به البخاري وخرج له مسلم متابعة، وثقه يحيى بن معين.. " 2.

Page 240