إنكم تستلذون أن تضعوا شرائع لأنفسكم،
بيد أنكم تستلذون بالأكثر أن تكسروها وتتعدوا فرائضها؛
لذلك أنتم كالأولاد الذين يلعبون على الشاطئ، يبنون أبراجا عظيمة من الرمل بصبر وثبات، ثم لا يلبثون أن يهدموها ضاحكين صاخبين.
فعندما تبنون أبراجكم الرملية يأتي البحر برمال جديدة إلى الشاطئ.
وعندما تهدمون أبراجكم يضحك البحر منكم في نفسه؛ لأن البحر يضحك من الأبرياء أبدا. •••
ولكن، ماذا أقول في من ليست الحياة بحرا في عقيدتهم، بل ليست الشرائع التي تسنها حكمة الإنسان البالغة أبراجا من الرمال فحسب.
أولئك الذين يحسبون أن الحياة صخرة صلدة، وأن الشريعة إزميل حاد يأخذونه بأيديهم لكي ينحتوا هذه الصخرة على صورتهم ومثالهم؟
وماذا أقول في المقعدين الذين يكرهون الراقصين؟
وفي الثور الذي يحب نيره ويتهم الوعل والإبل والظبي أنها حيوانات متمردة ناشزة؟
وفي الأفعى العتيقة الأيام التي لا تستطيع أن تخلع جلدها؛ ولذلك تنبري متهمة جميع الحيوانات بالعري وقلة الحياء؟
Unknown page