Nabi Musa Wa Tall Camarna
النبي موسى وآخر أيام تل العمارنة (الجزء الأول): موسوعة تاريخية جغرافية إثنية دينية
Genres
وأما الوديان فيقع وادي قدرون شرق أورشليم بين المدينة وبين جبل الزيتون، وكان يسمى وادي يهو شافاط أيضا (يوئيل، 3: 12)، ويسميه العرب الآن وادي الست مريم، وفي الغرب بين سلسلة التلال الشرقية والغربية، يقطع المسافة وادي تيبريون، ويسميه العرب اليوم «الوادي» فقط، وإلى الغرب من التلال الغربية يقع وادي هنوم، الذي يسميه العرب الآن وادي الربابة.
وقد أثبتت التنقيبات أن المدينة تعود إلى مطلع الألف الثالث قبل الميلاد زمن عصر البرونز الأول، ويبدو أنها كانت مدينة صغيرة بدون أسوار، ومع مطلع الألف الثاني قبل الميلاد، تظهر دلالات انقطاع حضاري وسكني، يبدو أنه قد حدث إبان الموجة الهكسوسية، التي احتلت مصر حوالي ذلك الزمان. ومع مطلع عصر البرونز الوسيط يلاحظ انتعاشا جديدا، وتظهر المدينة اليبوسية، التي تم العثور على سورها وتزمين بنائه بحوالي عام 1800ق.م. «وهي الفترة التي ظهر فيها لأول مرة اسم أورشليم في نصوص مصر.»
14
وكان موضع المدينة محاصرا بنبع جيحون في وادي قدرون، وكان المصدر الرئيسي لمياه الشرب، ومن ثم تم بناء السور قرب النبع لحمايته أثناء الحصار، لكنه من جانب آخر بني بحيث لا يهبط نحو الوادي، فيكشف المدينة والمدافعين عنها، ومن هنا «تم حفر نفق تحت الأرض بين المدينة والنبع، يمر أسفل السور وتم الكشف عنه»، وهو قناة سلوام المذكورة في الرواية التوراتية، والتي نفذ منها القائد يوآب ومجموعته، لاقتحام المدينة بطلب الملك داود، كما في سفر صموئيل الثاني (5: 8) وأخبار أيام أول (11: 6، 7).
ومن أهم أعمال الملك اليهوذي حزقيا الباقية للآن، هو سحبه مياه نبع جيحون، إلى قناة تمر تحت مدينة أورشليم، حتى وادي تبريون لتصب في بركة سلوام في موقع محصن، لمنع الآشوريين من السيطرة على مصدر المياه الوحيد، الذي يغذي المدينة بالمياه، «وحزقيا هذا سد مخرج مياه جيحون الأعلى، وأجراها تحت الأرض إلى الجهة الغربية من مدينة داود، وأفلح حزقيا في كل عمله» (أخبار أيام ثاني، 22: 3، 4، 30)، ولم تزل بركة سلوام موجودة وتعرف اليوم باسم بركة سلوان، ويعرف نبع جيحون باسم نبع العذراء، وقد اكتشف المنقب وارن
Warren
القناة في 1867م، ونظفها المنقب باركر
في 1911م، وتابع العمل بها بعثة الأركيولوجية كاثلين كينيون 1961-1967م، ويتطابق مجرى القناة المكتشفة الآن مع وصف سفر أخبار الأيام الثاني.
15
وقد تم العثور على نقش حجري، يصف اللحظة الأولى لانتهاء حفر القناة اليبوسية تحت المدينة، وكيف التقى فريقا الحفر القادم كل منهما من الاتجاه المعاكس، ويقول النقش: «بينما النحاتون يرفعون فأس الحفر كل تجاه رفيقه، وبينما بقي ثلاث أذرع للنحت، سمع صوت رجل ينادي أخاه؛ لأنه وجد ثقبا في الصخر من ناحية اليمين، وفي يوم انتقابه ضرب النحاتون رجل أمام رجل، وفأس على فأس، وسالت المياه من النبع إلى البركة، مسافة مائتين وألف ذراع ومائة ذراع، وكانت قمة الجبل فوق رأس النحاتين.»
Unknown page