Nabi Musa Wa Tall Camarna
النبي موسى وآخر أيام تل العمارنة (الجزء الأول): موسوعة تاريخية جغرافية إثنية دينية
Genres
ثم يجب فهم ما ورد متكررا بالنصوص المصرية في أزمنة مختلفة عن «سور الأمير أو سور الحاكم الذي يصد الآسيويين» في ضوء ما طرحناه، فهو لم يكن سورا حجريا بطول المسافة بين البحر الأبيض والبحر الأحمر، إنما كان فقط مجموعة قلاع بين بحيرة التمساح وبحيرة البلاح، بينما شكلت القناتان عائقا مائيا ضد أي محاولة دخول، وكان يكفي نثر بعض القلاع، وهنا وهناك للمراقبة، كي تكون حدود مصر آمنة بما يكفي؛ ومن ثم كان لا بد على الداخل إلى مصر، أن ينتهي اضطراريا إلى مدينة رعمسيس أولا، حيث الطريق الوحيد الفاصل بين كل أرض مصرية وكل أرض فلسطينية.
أما عند الفاصل البري بين بحيرة التمساح والبحيرات المرة، فلا بد أنه قد تواجد أكبر معقل عسكري مصري.
ونلتفت هنا بعناية إلى الخبر الذي وردنا من زمن الفرعون مرنبتاح، عن قلعة باسم «ختم سكوت»، وورد في معجم جوتييه ذكر لقلعة كبرى، حملت في زمانه اسم قمور
Kemour ، كانت تقع شرقي القصاصين، أي ملاصقة لمكان المسخوطة الآن، التي تقع على بعد 3كم من القصاصين، ولدينا تسجيل كامل لخط رحلة عسكرية، تلك التي قام بها سيتي الأول، لتأديب حلف القبائل السينائية المتمردة؛ ولأننا سنستقي خطوات سير الحملة من جاردنر، فسنهمل تفسيراته ونستبقي الأصل. يقول النقش إن سيتي خرج بحملته، من عند موقع تم تصويره محصنا، له ضفتان/قنطرتان على قناتين، اسمه «الفاصلة» (لأنه يفصل مصر عن الصحراء)، ويتألف هذا الموقع من مبان في الشمال والجنوب، وله «بابان أحدهما في الشرق وآخر في الغرب»، ويؤدي الباب الشرقي إلى قنطرة فوق قناة.
وكان أول محط نزل به ستي للاستراحة، عند قلعة مستطيلة تقع على بركة مستطيلة الشكل، والاستطالة من الشمال إلى الجنوب، وهي في رأينا قلعة المسخوطة/هيروبوليس، أما البحيرة التي تجاورها في اللوحة فهي بحيرة التمساح المستطيلة من الشمال إلى الجنوب ، وقد دون النص اسم تلك القلعة «عرين الأسد» كناية عن الفرعون.
ثم بعد ذلك وعلى الترتيب مع المسير شرقا، نجد قلعة أخرى تقع على ذات البحيرة، التي تقع عليها قلعة عرين الأسد، أي حسب تفسيرنا على بحيرة التمساح، أي إنها تجاور المسخوطة، وهو ما يعني في رأينا وقوعها إلى الشرق من المسخوطة مباشرة، وحملت هذه القلعة في النقش اسم «مجدل ماعت» أي قلعة العدل.
18
ويدعم ذلك التفسير أن رعمسيس الأول، كان يحمل وهو وزير في عهد الفرعون حور محب، عدة ألقاب تحيل إلى الموضع الذي نقف عنده الآن، فهو:
حارس الحدود الشرقية ومقره قلعة «ثارو».
رئيس «قلعة مصبات النيل».
Unknown page