وهنا ثارت عوارم القوم، واتخذوا قرارا بحرق الساخر المتحدي
قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين * قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم * وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين (الأنبياء: 68-70)، ويشرح الثعلبي بعض دقائق الموقف حينذاك بقوله: «فلما أرادوا إلقاءه في النار، أتاه ملك المياه، فقال: إن أردت إخماد النار فإن خزائن المياه والأمطار بيدي، وأتاه خازن الريح فقال: إن شئت طيرت النار في الهواء، فقال إبراهيم عليه السلام: لا حاجة لي بكم.»
11
وقال «الضحاك»: «يروى أن جبريل كان معه يمسح العرق عن وجهه، لم يصبه منها (أي: من النار) شيء غيره، وقال السدي: كان معه أيضا ملك الظل»،
12
وفي رواية مسلم (أخرجه النسائي وابن ماجه، ورواه أحمد)، أن إبراهيم لما ألقي به في النار، جعلت كل الدواب تطفئ النار عنه إلا الوزغ، فإنه كان ينفخها عليه؛ لذلك أمر النبي محمد
صلى الله عليه وسلم
بقتل الأوزاغ!
13
وفي رواية إضافية: أن إبراهيم عليه السلام لما خرج من النار سليما معافى، حدث أن نمروذ جلس على عرشه، فإذا العرش يهتز من تحته اهتزازا عنيفا، وإذا صوت يرتفع قائلا: يا ويح الكافر بإله إبراهيم، يا ويح الكافر بإله إبراهيم، وأن الطيور والوحوش كانت تهتف: يا ويح الكافر بإله إبراهيم،
Unknown page