393

Al-muwāzana bayna shiʿr Abī Tammām waʾl-Buḥturī

الموازنة بين شعر أبي تمام و البحتري

Publisher

مكتبة الخانجي - الطبعة الأولى

Publisher Location

١٩٩٤ م

وهو مأخوذ من الملاوة والملوة، وهما الدهر، والملوان: الليل والنهار. ومنه قولهم: وقفت مليا.
٨ - وقال البحتري:
اليوم أطلع للخلافة سعدها ... وأضاء فينا بدرها المتهلل
لبست جلالة جعفرٍ؛ فكأنها ... سحرٌ تجلله النهار المقبل
وقالوا: هذا معنى فاسد؛ لأن السحر طرة النهار وأوله وبدء ضيائه، والشيء في مثل هذا لا يتجلل أوله؛ لأن التجلل هو أن يشتمل عليه ويغطيه، والسحر أمام النهار أبدًا؛ فلا يجوز أن يتغشاه؛ لأنه المتصل بالظلمة والمختلط بها والطارد لها، فهو يدور حول كرة الأرض دائمًا على صورة واحدة لا يتغير.
وهذا عندي معارضة صحيحة، إلا ان هذا معنى يتجاوز في مثله؛ لأن البحتري إنما أراد تجلله النهار في رأي أعيننا وما نشاهده؛ لأن زرقة السحر لما استطار الضوء صار كأنه شيء غطى عليها، وإن كانت حقيقتها أنها اتقلبت إلى قطر آخر من الأرض.
٩ - وقال البحتري:
لم أر كالهجر لم يرحم معذبه ... والوصل لم يعتمد معطاه بالحسد
وهذا كان بعضهم يراه سهوًا، ويقول: إن المعذب بالهجر مرحوم،

1 / 395