وكذلك قول زهير: ِوعرى أفراس الصبا ورواحله لما كان من شأن ذى الصبا أن يوصف أبدًا بأن يقال: ركب هواه، وجرى في ميدانه، وجمح في عنانه، ونحو هذا، حسن أن يستعار للصبا اسم الأفراس، وأن يجعل النزوع أن تعرى أفراسه ورواحله، وكانت هذه الاستعارة أيضًا من أليق شيء لما استعيرت له.
ونحو ذلك قول طفيل الغنوى:
وجعلت كورى فوق ناجيةٍ ... يقتات شحم سنامها الرحل
لما كان شحم السنام من الأشياء التي تقتات، وكان الرحل أبدًا يتخوفه ويتنقص منه، ويذيبه - كان جعله إياه قوتًا للرحل من أحسن الاستعارات، وأليقها بالمعنى.
وكذلك قول عمرو بن كلثوم:
ألا أبلغ النعمان عني رسالةً ... فمجدك حوليٌ ولؤمك قارح
لما جعل مجده حديثًا غير قديم حسن أن يقول " حولي "؛ لأن العرب إذا نسبت الشيء إلى الصغر وقصر المدة قالوا: حوليٌ؛ لأن أقل عدد الأحوال - وهي السنون - حول واحد، ولهذا قال حسان: