Mutashabih Quran

Abd al-Jabbar d. 415 AH
72

والجواب عن ذلك ، أن الاستواء محتمل فى اللغة (1)، وتختلف مواقعه بحسب ما يتصل به من القول : فقد يراد به الاستيلاء والاقتدار ، وهو الذى عناه الشاعر بقوله :

قد استوى بشر على العراق

من غير سيف ودم مهراق (2)

وإنما أراد أن بشر بن مروان استولى على العراق واقتدر عليها وعلا وظهر ؛ لأنه لا يجوز أن يمدحه بأنه جالس فى موضع بالعراق! ولأنه لو أراد المكان لذكر موضعا مخصوصا ؛ لأن كل العراق لا يكون مكانا لاستوائه ، وقد يقول الفصيح : قد استوى لفلان هذه المملكة واستوى له هذا الأمر.

وقد يراد بالاستواء تساوى الأجزاء المؤلفة. وذلك نحو قولهم استوى الحائط ، واستوت الخشبة : إذا تألفت على وجه مخصوص.

وقد يستعمل ذلك بمعنى القصد « فيقال : استويت على هذا الأمر واستقام

ومنها : استقامة ما كان فيه أود من الأمور والأسباب ، يقال منه : استوى لفلان أمره ، اذا استقام له بعد أود. ومنه قول الطرماح بن حكيم :

يعنى : استقام به.

ومنها : الاقبال على الشيء بالفعل ، كما يقال : استوى فلان على فلان بما يكرهه ويسوؤه بعد الاحسان إليه.

ومنها : الاحتياز والاستيلاء ، كقولهم : استوى فلان على المملكة ، بمعنى : احتوى عليها وحازها.

ومنها : العلو والارتقاع ، كقول القائل. استوى فلان على سريره ، يعنى به : علوه عليه.

انظر : جامع البيان : 1 / 191 192 طبع البابى 1373.

Page 73