347

زيادة الإيمان من المؤمنين ، وما هذا حاله قد يضاف إلى الفعل ، كما يقول القائل : أتعبنى المشى والركوب ، من حيث تعب بسببهما ، كما يقال : أتعبنى زيد ، إذا سأله فتعب عنده ، فلما فعل المؤمنون زيادة إيمان عند نزولها لأن نزولها يقتضى زيادة التعبد جاز إضافة ذلك فى الكلام إليها ، وكذلك القول (1) فى إضافة زيادة كفرهم إليها.

وقد يحتمل أن يراد به أنه تعالى بإنزال السورة زادهم إيمانا فى الحقيقة ، لأن زيادة البصائر « على ما بيناه (2) قد تكون إيمانا وهدى ، وزاد الكفار رجسا إلى رجسهم يعنى غما إلى غمهم وذما وإهانة إلى ما استحقوه من ذلك.

** 206 وقوله تعالى من بعد :

هم يذكرون ) [126] يدل على أنه تعالى يفعل بالعباد ما يكون أقرب وأدعى لهم إلى التوبة والرجوع إلى الله تعالى وإلى التمسك بالطاعة ، وإن لم يدل على وجوب ذلك.

ويدل على أن الأمراض وما ينزله بالعباد من المصائب لا بد من أن يكون فيها صلاح وتذكر واعتبار ، وذلك لا يتم على مذهب القوم ؛ لأنه (3) تعالى إن خلق الإيمان والتوبة كان مؤمنا تائبا ، تذكر أو لم يتذكر ، واعتبر أم لا! وإن لم يخلق فيه ذلك لم يصح أن يقع منه ، ولو تذكر ما تذكر.

وإنما يصح الدعاء والترغيب والتسهيل والألطاف والعبر والتذكر إذا كان العبد « مختار الفعلية (4) يصح منه أن يختار كل واحد منهما على الآخر ، فيرغب وتقوى دواعيه ، لكى يختار أحد الأمرين.

Page 348