245

فالمراد به الإنس والجن دون الدواب وغيرها من الحيوان (1)، لما بيناه من الدلالة ، لأن المقصد بالنذير أن يحذر من المعاصى ويبعث على مجانبتها ، وذلك لا يصح فى الدواب!.

** 210 مسألة :

: ( والذين كذبوا بآياتنا صم وبكم في الظلمات من يشأ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم ) [39] فبين أنه يصرفهم فى المنع والإطلاق كيف شاء!.

والجواب عن ذلك : أنه تعالى لم يذكر الوقت الذى هم فيه بهذه الصفة ، ولا يصح ادعاء عموم الأحوال فى ذلك ؛ لأن الظاهر لا يقتضيه ، لأنه تعالى علقه بأمر ، فقال : ( في الظلمات ) ولا يعلم بظاهره المراد منه ، ولو كان عاما باطلاقه لمنع هذا التقييد من حمله على ظاهره ، فلا يصح تعلقهم بالظاهر.

ويحتمل أن يريد تعالى : أنه جعلهم بهذه الصفة فى الآخرة ؛ لأنه ذكر ذلك عقيب ذكر الحشر ، فقال : ( ثم إلى ربهم يحشرون ) (2)، والذين كذبوا بآياتنا ، ومتى حمل هذا على هذا الوجه كان محمولا على حقيقته ، وقوله تعالى : ( ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما ) (3) مما يدل على ذلك.

[ وإن من أمة إلا خلا فيها نذير ] وقد قال تعالى : [ وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ] فدل بقوله [ أمم أمثالكم ] أنهم مكلفون كما نحن مكلفون! ) وعنده أن هذا النوع أكثر ما يروج على ( المتكلم الذى لم يقو فى معرفة شرائط النظم ).

انظر مقدمته فى التفسير ص 403.

Page 246