80

ومما يقال للذين يوجبون لله مكانا وهو العرش: أين كان الله

قبل أن يخلق السماوات والأرض، أو العرش أو أي مكان؟ ولم يكن قد خلق الله شيئا حيث لم يكن موجودا إلا هو؟ فبماذا سيجيبون؟ فإن قالوا: في عماء كما في حديث الترمذي (5/288رقم 3109) الذي فيه:قلت يا رسول الله أين كان ربنا قبل أن يخلق الخلق؟،قال ((كان في عماء(1)،ما تحته هواء، وما فوقه هواء )) فأين كان قبل خلق العماء؟، فما أجابوا به في الله قبل خلق الأشياء أجبنا به بعد خلقها.

[معنى وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله ]

ومعنى قول الله سبحانه: {وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله} [الزخرف:84]، أي معبود في السماء ومعبود في الأرض.

وقد روي هذا المعنى عن قتادة فإنه قال في تفسير الآية: هو الذي يعبد في السماء، ويعبد[ما] في الأرض.(2)

وهذا المعنى مستخدم حتى الآن فيقال مثلا في الرئيس، هو رئيس في صعدة،ورئيس في صنعاء، ورئيس في حجة، ورئيس في كل منطقة في اليمن، يعني أن كلمته ونفوذه في تلك المناطق كلها لا أنه بجسمه في تلك المناطق.

Page 80