حتى ألف علماء السنة كتبا خاصة في هذا المجال، فألف النسائي كتاب الخصائص في فضائل أهل البيت عليهم السلام وابن المغازلي الشافعي ألف كتاب ( مناقب أمير المؤمنين ). والمحب الطبري ألف كتاب ( ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى)،

وكذلك الكنجي ألف كتاب ( كفاية الطالب في مناقب آل أبي طالب )، وكذلك الخوارزمي والصفار وكثير من أهل السنة ألفوا مؤلفات خاصة في فضائل أهل البيت (ع).

وأي مسألة من مسائل الشرع حتى في أعظمها وأخطرها لا تحتاج إلى مثل هذه الكثرة من الأحاديث في إثباتها، حتى إن العلماء ليثبتون حكما شرعيا في مسألة من مسائل الشرع على حديث واحد يصح عندهم، بل يجعلون من يخالفه عاصيا فاجرا.

فلماذا هذه الكثرة الهائلة من الأحاديث التي ملأت الأسفار لا تكفي عند النواصب ومن يميل عن أهل البيت عليهم السلام في وجوب إتباع أهل البيت وأن الحق معهم وهم على الحق.

مع أن هذه الأحاديث التي رويت في أهل البيت لا حامل لرواتها على الكذب فيها، بل والظاهر أنهم قد نقصوا مما سمعوا للخوف الشديد من الدول وأعداء أهل البيت الذين ملكوا الدنيا.

ولذلك قال ابن أبي الحديد في علي عليه السلام ما أقول في رجل كتم فضائله أعداؤه حسدا، وأولياؤه فرقا، ثم بدا من بين الكاتمين ما ملأ الخافقين.

Page 201