178

فلم يقل الله فيهم:: {لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوا كبيرا(21)}، بسبب طلبهم لهذه المعجزة؛ بل استجاب الله ما طلبوا لأنه ممكن وجائز وقوعه.

وقال تعالى في سؤال قوم موسى: {أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل ومن يتبدل الكفر بالإيمان فقد ضل سواء السبيل(108)} [البقرة]، وسؤال موسى هو ما قاله فيه الله تعالى: {فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة} [النساء:153].

فجعل الله سؤالهم كمن يتبدل الكفر بالإيمان، لعدم جوازه على الله لكبر المعصية بالسؤال.

إذا فما تقدم من الآيات ينفي الرؤية نفيا قاطعا، ولا يجعل

لجوازها أي احتمال.

[ بطلان تأويلاتهم لآية: { لاتدركه الأبصار} ]

وهم يحاولون ان يؤولوا قول الله تعالى: {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير(103)} [الأنعام]، فيقولون: الإدراك هنا ليس بمعنى النظر، إنما هو بمعنى الإحاطة؛ فمعنى لا تدركه الأبصار: أي لا تحيط به الأبصار، أي أن الأبصار لا تستطيع رؤية الله كله فلا ترى إلا بعضه.

Page 178