161

فإن قالوا بذلك فقد أثبتوا على الله الجهل، وعدم إدراكه للكافرين.

وإن قالوا: إن معنى: لا ينظر إليهم، أي لا يرحمهم.

فنقول لهم: هذا القول خلاف اللفظ الظاهر للآية وهو تأويل، وأنتم لا تقولون به؛ فلماذا صح تأويلكم هذا فأولتم {ولا ينظر إليهم}، بمعنى لا يرحمهم؟! ولم يصح تأويلنا لقوله تعالى: {إلى ربها ناظرة}، بأنها منتظرة لرحمته تعالى.

أليس هذا تفريق بدون فارق؟ وتحكم في القول،؟ وتعصب للباطل؛ فإما أن تقولوا إن النظر بمعنى الانتظار للرحمة، أو تقولوا إنها بمعنى الرؤية لله فيلزمكم أن الله سبحانه لا يرى الكفار يوم القيامة، ولتختاروا ما شئتم.

مع أن العرب يطلقون النظر منسوبا إلى العين ولا يكون بمعنى الرؤية، بل بمعنى نظر الرحمة، ومن ذلك قول الشاعر:

انظر إلي بعين مولى لم يزل يول الندى وتلاف قبل تلافي

فأراد الشاعرأن ينظر إليه بالرحمة والصلة والعطية، ولم يرد أن ينظر إليه بالعين الحقيقية، مع أنه قد ذكر النظر وصرح بلفظ العين.

Page 161