151

فإذا كان الله يرى بهذا المعنى فمعناه أن الله جسم تسقط عليه أشعة الضوء فترتد إلى العين فترتسم صورته في العين تعالى الله عن أن يكون كذلك .

ويلزم أن يكون له حدود وأبعاض، وأنه في جهة دون جهة، وفي مكان دون مكان، ولا بد أن يكون أمام الرائي؛ لأن الرائي لا يمكن أن يرى إلا ما هو أمامه.

فإذا كنا نرى الله سبحانه وتعالى يوم القيامة؛ فهل سنراه أمامنا؟ وكيف سنراه أمامنا، والله سبحانه وتعالى يقول: {ونحن أقرب إليه من حبل الوريد(16)} [ق]، فكيف سنراه أمامنا وهو أقرب إلينا من عرق من عروق أجسامنا؟! فمحال حصول هذا.

واستدلالنا بهذه الآية إنما هو على مقتضى الظاهر الذي يقولون به في آية الرؤية وفي غيرها، فلزمهم هذا المحال على القول بالظاهر في الآيات،وإن كنا لانفسر الاية على ظاهرها، وإنما نقوم بإبطال كلامهم على مقتضى مذهبهم ونحجهم بقواعدهم، وكلامهم الذي يقولون به.

وسنقوم باستعراض أدلة المثبتين للرؤية وأدلة النافين لها، وبمناقشة جميع الأدلة، وإثبات الصحيح منها؛

فالذين يثبتون الرؤية قالوا: إن هنالك آيات قرآنية وأحاديث نبوية أثبتتها، فلا بد أن نثبت ما أثبته الله ورسوله.

Page 151