146

كما يقول القائل: جئتك بنفسي، ولا يريد في المعنى بروحي، وإنما جئتك أنا ولم أرسل إليك رسولا ولا كتابا.

وفي بعض الكلام لا بد من ذكر النفس، كما إذا أراد أحد أن يقول إنه ظلم نفسه يقول: ظلمت نفسي؛ لأنه قبيح في الكلام أن يقول: ظلمتني، وهو يريد القول بأنه ظلم نفسه.

فقول الله: {واصطنعتك لنفسي(41)}، أي اصطنعتك لي، وليس المعنى اصطنعتك لروحي؛ لأنهم كيف سيقولون في هذه الآية؟! هل المعنى على الظاهر الذي يريدون أن الله اصطنع موسى لروحه وليس ليده أو لوجهه؟! هذا المعنى غير لائق بالله وبكلامه.

وكذلك في قوله سبحانه: {ويحذركم الله نفسه}، هل يريدون أن المعنى ويحذركم الله روحه لا جسده على الظاهر، أم كيف سيقولون؟! تعالى الله عن أن تحله نفس أو روح.

Page 146