130

{وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه}.

فكما قلنا قبل: إن العرب تعبر باليد عن القوة والسيطرة ولا زال الناس يقولون: بلاد كذا في يد فلان، وهؤلاء الناس في يد فلان، يريدون أن البلاد تلك أو الناس تحت سيطرته وقدرته.

ولا يريدون بذلك المعنى الحقيقي، بل يريدون أنهم تحت سلطته وقوته وسيطرته يوجههم فيما أراد.

فيكون معنى الآية السابقة على هذا المعنى، يعني أن السماوات والأرض تحت سيطرته وملكه كما قال تعالى: {لمن الملك اليوم لله الواحد القهار(16)} [غافر].

أي أنه ليس لأحد ملك كما كان في الدنيا، لما خلى سبحانه بين كثير من الناس وبين الملك فيها، بل كما قال الله تعالى: {وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا(108)} [طه]، فلا أحد يستطيع النطق إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا.

ولو أرادوا أن يفسروا الآية على ظاهرها لأصبح الله مشغولا؛ يد يقبض بها الأرض، ولأخرى يمسك بها السماوات فكيف يحاسب عباده وهو مشغول، تعالى الله عن ذلك.

Page 130