107

فهذه هي المعاني الحقيقية للآية إذا حملناها على ظاهرها دون تأويل ولا مجاز، وواضح أنه لا يصح من تلك المعاني شيء في حق الله تعالى.

إذا فلم يبق إلا المعنى الصحيح الذي ذكرناه أولا، وكما قلنا قبل فإن الزيغ الذي في قلوبهم هو السبب في هذا، فالزيغ يجعلهم يأخذون كلمة واحدة من الآية ويتركون بقية الآية وما عليه الآية من السياق، ويتركون النظر في بقية آيات القرآن التي تعارض ما يريدون.

فيأخذون من آية: الوجه، ومن أخرى: العين، ومن أخرى: اليد، ومن أخرى: الجنب، ومن أخرى: الساق، ومن حديث: القدم، ومن حديث آخر:الحقو؛ ثم يركبون من هذه الكلمات شخصا ذا أعضاء وأجزاء ونزول وطلوع، ودخول وخروج، وحلول وانتقال؛ ثم يزعمون أن ذلك الشخص هو الله رب العالمين تعالى عن قولهم وتنزه .

ويتشبثون في ذلك بأوهام وخيالات يغررون بها على العوام

والجهال.

[ معنى:{ ولتصنع على عيني } ]

ننتقل إلى تفسير ومعرفة معنى الآية الثانية وهي قول الله سبحانه وتعالى: {ولتصنع على عيني(39)}، فإذا أردنا حملها على ظاهرها كما يرى المتسمون بأهل السنة وأنها تدل على أن لله عينا؛ فسيكون معنى الآية أن الله يضع موسى فوق عينه تعالى الله عن ذلك .

Page 107