Mustatraf
المستطرف في كل فن مستظرف
Publisher
عالم الكتب
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤١٩ هـ
Publisher Location
بيروت
تهدم كل كنيسة بعد الإسلام، ومنع أن تجدد كنيسة، وأمر أن لا تظهر عليه خارجة من كنيسة ولا يظهر صليب خارج من كنيسة إلّا كسر على رأس صاحبه، وكان عروة بن محمد يهدمها بصنعاء وهذا مذهب علماء المسلمين أجمعين.
وشدد في ذلك عمر بن عبد العزيز وأمر أن لا يترك في دار الإسلام بيعة «١» ولا كنيسة بحال قديمة ولا حديثة.
والله تعالى أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب، وحسبنا الله ونعم الوكيل وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الباب الثاني والعشرون في اصطناع المعروف وإغاثة الملهوف وقضاء حوائج المسلمين وإدخال السرور عليهم
قال الله تعالى: وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ
«٢» . وقال تعالى: وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى
«٣» .
وقال رسول الله ﷺ: من مشى في عون أخيه ومنفعته، فله ثواب المجاهدين في سبيل الله، وعن أنس ﵁ أن النبي ﷺ قال: «الخلق كلهم عيال الله، فأحب خلقه إليه أنفعهم لعياله»، رواه الزار والطبراني في معجمه، ومعنى عيال الله فقراء الله تعالى، والخلق كلهم فقراء الله تعالى، وهو يعولهم.
وروينا في مسند الشهاب عن عبد الله بن عباس ﵄، عن النبي ﷺ أنه قال: «خير الناس أنفعهم للناس» .
وعن كثير بن عبيد بن عمرو بن عوف المزني، عن أبيه، عن جده، ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ:
إن لله خلقا خلقهم لقضاء حوائج الناس، آلى على نفسه أن لا يعذبهم بالنار، فإذا كان يوم القيامة وضعت لهم منابر من نور يحدثون الله تعالى والناس في الحساب.
وعن ابن عباس ﵄ قال: قال رسول الله ﷺ: من سعى لأخيه المسلم في حاجة، فقضيت له أو لم تقض غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وكتب له براءتان براءة من النار وبراءة من النفاق.
وعن نافع عن ابن عمر ﵄ قال: قال رسول الله ﷺ: «من قضى لأخيه المسلم حاجة كنت واقفا عند ميزانه، فإن رجح وإلا شفعت له» . رواه أبو نعيم في الحلية.
وروينا في مكارم الأخلاق لأبي بكر الخرائطي، عن أنس ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ «من مشى في حاجة أخيه المسلم كتب الله له بكل خطوة سبعين حسنة وكفّر عنه سبعين سيئة، فإن قضيت حاجته على يديه خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، فإن مات في خلال ذلك دخل الجنة بغير حساب» .
وعن ابن عباس ﵄ قال: قال:
رسول الله ﷺ: «من مشى مع أخيه في حاجة فناصحه فيها جعل الله بينه وبين الناس سبع خنادق ما بين الخندق والخندق كما بين السماء والأرض» . رواه أبو نعيم وابن أبي الدنيا.
وعن عبد الله بن عمر ﵄ قال: قال رسول الله ﷺ: «إن لله عند أقوام نعما يقرّها عندهم ما داموا في حوائج الناس ما لم يملوا فإذا ملوا نقلها الله إلى غيرهم» رواه الطبراني.
وروينا من طريق الطبراني بإسناد جيد عن ابن عباس ﵄ قال: قال رسول الله ﷺ: «ما من عبد أنعم الله عليه نعمة، فأسبغها عليه ثم جعل حوائج الناس إليه، فتبرّم، فقد عرض تلك النعمة للزوال» . وعن أنس بن مالك ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ:
«من أغاث ملهوفا كتب الله له ثلاثا وسبعين حسنة: واحدة منها يصلح بها آخرته ودنياه والباقي في الدرجات» .
وعن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «أتدرون ما يقول الأسد في زئيره؟ قالوا:
الله ورسوله أعلم. قال: يقول: اللهم لا تسلطني على أحد من أهل المعروف» . رواه أبو منصور الديلمي، في مسند الفردوس. وعن ابن عمر ﵄ قال: قيل: يا رسول الله أي الناس أحب إليك؟ قال: أنفع الناس للناس، قيل: يا رسول الله، فأي الأعمال أفضل؟ قال:
إدخال السرور على المؤمن، قيل: وما سرور المؤمن؟
قال: إشباع جوعته وتنفيس كربته، وقضاء دينه، ومن
1 / 124