Musiqa Wa Ghuna
الموسيقى والغناء عند العرب
Genres
القرن: وهو أبسط أنواع الآلات الصفيرية؛ لأنه موجود في الطبيعة خلقة كما هو. (2)
النفير: وهو مصنوع على مثال «القرن». (3)
المزمار: وهو نوعان: المفرد والمزدوج. (4)
الطبل: وهو من الآلات الصدمية. (5) «آلة من ذوات الأوتار» تشبه آلة موسيقية حديثة كثيرة الاستعمال عند الإفرنج. (6) «آلة كثيرة الشبه بالعود» ويتبين من كيفية حملها أن الضرب بها مثل الضرب بالعود تماما.
وتحت كل من هذه الأقسام أنواع كثيرة ليس هنا محل الكلام عليها، وإنما نقول إن الآلات الموسيقية قديمة جدا لا يمكن الوصول إلى مخترعها إلا من قبيل ما تقدم، ولم تخرج الآلات الموسيقية الحديثة كالعود والقانون عن كونها متخلقة عن تلك، فالعود مثلا كثير الشبه بالآلة الفرعونية السالفة الذكر، والقانون يغلب على الظن أنه متخلق عن الشكل الخامس، وهو من صنع المصريين القدماء أيضا، وكلاهما من ذوات الأوتار، فقس عليهما الآلات الأخرى المتخلقة عن الآلات الصفيرية والصدمية ومنها «الفلوت والدف وغيرهما».
أما زمن تخلقها أو تنوعها فغير معروف؛ لتباعد عهدها. (1) علم الألحان عند العرب
أما العرب فإن علم الألحان قديم عندهم، أو هو مرافق لنظم الشعر؛ لأنهم يقولون: «إن العرب إنما جعلت الشعر موزونا لمد الصوت فيه والدندنة، ولولا ذلك لكان الشعر المنظوم كالخبر المنثور، وأما الآلات الموسيقية فربما كان عندهم البسيط منها كالمزمار والطبل والنفير، وأما العود والقانون فقد أخذهما العرب عن الفرس أو الروم في صدر الإسلام، وهاموا بهما وبالغناء كثيرا حتى كان ما نسمعه عن الرشيد ومجالس الغناء عنده.»
وقد نظم شعراء العرب في صدر الإسلام أبياتا كثيرة في مدح العود وغيره، وقام في صدر الإسلام علماء اشتغلوا في فن الموسيقى وألفوا فيه كتبا، أشهرهم أبو نصر محمد خان الفارابي التركي، الفيلسوف المشهور صاحب التصانيف في المنطق والموسيقى وغيرهما (توفي سنة 339ه) وكان كثير البراعة في الموسيقى وضرب الآلات.
ومما يحكى أنه حضر في مجلس سيف الدولة في دمشق، فأراد سيف الدولة إكرامه، فأمر بإحضار القيان، وكل ماهر في صناعة ضرب الألحان، فلم يحرك أحد منهم آلة إلا عابه الفارابي، وقال له: أخطأت. فقال له سيف الدولة: هل تحسن في هذه الصنعة شيئا؟ فقال: نعم. ثم أخرج من «وسطه» خريطة، ففتحها وأخرج منها عيدانا وركبها، ثم لعب بها فضحك منها كل من كان في المجلس، ثم فكها وغير تركيبها، وضرب بها ضربا فبكى كل من كان في المجلس، ثم فكها وغير تركيبها، وضرب بها ضربا آخر فنام كل من في المجلس حتى البواب، فتركهم نياما وخرج ...
ويقال أيضا إن «القانون» إنما هو من صنع «الفارابي المشار إليه»، وهو أول من ركبه على الأسلوب الذي هو عليه. (2) الموسيقى وأصول الألحان
Unknown page