كانت إحدى المعضلات التي أواجهها هو رمزية المقص الذي يظهر كثيرا أثناء تحليلها النفسي؛ ولذا لم أخفف من قبضة الضغط عليها بالأسئلة.
ومن الواضح أن المقص - وهو عدة الخياطة - يعد في علم الأعراق (الأنثروبولوجيا) رمزا عاما للمرأة طبقا لما قرأته في أحد كتب ذلك العلم. وفي معبد أراهاباكي بقلعة تاغا بالقرب من مدينة شيوكاما اليابانية يحتفل برمز العضو الذكري في معبد الرجال، ويقدم المقص الحديدي قربانا في معبد النساء.
ولقد فهمت أخيرا معنى إظهارها ذلك الرمز من حين لآخر، فقد كانت تريد على الدوام أن تجعلني أفطن إلى تلك الحقيقة الأخيرة من خلال ذلك الرمز. ويمكن القول إن الأمر الذي يجب أن ينال الاهتمام أكثر من غيره، أن ذلك الإيحاء لم يكن من تأثير صرف من اللاوعي، وبالطبع لم يكن من خلال خطة محكمة من الوعي، بل ربما يكون - خاصة في حالة ريكو - اكتشافا جديدا في علم التحليل النفسي.
بمعنى أن من صفات الهيستيريا الشديدة، أنها تستخدم بإيجابية الرمز تحت عتبة اللاوعي، ولا تقتصر فقط على التأثر والتحرك سلبيا بالوعي الكامن في الباطن فقط. ومثل الأبكم الذي يستخدم المنديل للإشارة بطلب النجدة. وكانت ريكو منذ بداية البداية تواصل إرسال إشارات
SOS
ولكنني لم أستطع قراءة تلك الإشارات بسهولة بسبب بلادة مشاعري.
ماذا يعني المقص؟
إن الكلمات التي ذكرتها ريكو في هذا المجال، تحكي عن مقص في صورة خالصة تفوق المعنى الرمزي الذي يعطيه له علماء التحليل النفسي؛ مقص مستقل عن المجتمع الإنساني، فلم يعد أداة تستخدم في الحياة اليومية، ومقابل ذلك تحكي عن عالم «الأشياء» المريبة والمنفرة. «... أجل. إنني أشعر أنني أستطيع أخيرا التحدث بتلقائية عن أمر المقص.
عندما صار الوضع هكذا مع شقيقي، بات قلبي واقعا في فوضى تقترب من الجنون، كان وضعا لا أستطيع أن أفهمه مطلقا، أيفضل أن أطلق عليه اسم الحزن؟ أم أن أدعوه الخزي؟ أم من الأفضل أن أقول إنني شعرت بالحنين إلى قوة ذراعي شقيقي وهما يحضناني بقوة وعنف؟ عند التفكير، أجد أن تلك هي المشاعر التي ظل قلبي يتوق إليها على مدى وقت طويل منذ أن رأيت خيانة عمتي معه، وأنها فقط زادت سريعا، ولا أتذكر أنني شعرت تجاهه بمشاعر أخرى غيرها بعد ذلك، ولكن وقتها، لم يكن لدي أي مجال لمثل هذا التحليل النفسي.
وليس كذبا إن قلت إن عيني تلك الفتاة الحقودتين جعلتني في قلق ورعب ورغبة شديدة في الهروب من حضن شقيقي بأسرع ما يمكن.
Unknown page