Mushkilat Culum Insaniyya
مشكلة العلوم الإنسانية: تقنينها وإمكانية حلها
Genres
تقريرات عامة أو قوانين. (ج)
نتائج مستنبطة من (أ) و(ب).
31
لذلك يذهب بعض فلاسفة العلم أمثال همبل وأوينهايم إلى المطابقة بينهما. وإن كان البعض الآخر يرى التمييز بينهما، على أساس أنه قد يوجد تفسير بغير قدرة تنبؤية. وإن كان بالطبع يستحيل وجود تنبؤ علمي بغير تفسير. إن التفسير هو الإحاطة الحقيقية بالظاهرة، وإذا كان الوصف معيار وجود العلم، أو عدم وجوده معيار إمكانيته، فإن التفسير هو معيار التقدم العلمي؛ إذ يمكن أن تقاس درجة تقدم العلم بمدى توغله في المرحلة التفسيرية، ومدى نجاحه فيها، أو درجة دقة هذا النجاح.
وتبلغ المرحلة التفسيرية اكتمالها المنطقي في النظرية العامة أو البحتة التي تعني الدامغ المعتمد للنسقية العلمية، فهي في حد ذاتها تتخذ صورة النسق الفرضي الاستنباطي، القادر على احتواء ظواهر موضوعه بشتى متغيراتها. •••
وقد سار العلم الطبيعي الحديث بخطى حثيثة نحو هذه النسقية، ففور أن وضع كوبرنيقوس فرضية مركزية الشمس، أنجز يوهان كبلر
J. Kepler (1571-1630) البولندي أساسيات المرحلة الأولى، أو إطارها النسقي.
وذلك حين وضع قوانين حركة الأجرام السماوية في مداراتها الأهليلجية - وليست الدائرية - حول الشمس. ثم أنجز جاليلو الإيطالي أساسيات المرحلة الثانية حين وضع قوانين حركة الأجسام على سطح الأرض، وفي عام 1687 جاء فرض الجاذبية لنيوتن الإنجليزي المأخوذ عن سلفه روبرت هوك الأقل حظا وقدرات رياضية
32
ليجمع الحركتين السماوية والأرضية معا، فيضع لأول مرة في تاريخ البشرية نظرية واحدة تحكم كل وأي حركة تدركها الحواس في هذا الكون، حتى أيقن الجميع أن نيوتن قد اكتشف حقيقة هذا الكون، وهي أنه قد قد على قد آلة ميكانيكية ضخمة، ولم يبق إلا رتوش تفصيلية لتكتمل الصورة النهائية لنسق العلم التام!
Unknown page