Mushilat Maca Ghuraba
مشكلات مع الغرباء: دراسة في فلسفة الأخلاق
Genres
8
إذ يوضح أنه ثمة «فرق كبير بين استجابة النزعة الإنسانية واستجابة الحب.»
9
فحب الآخر يعني إدراك أن ما يجعله غير محبوب أبدا - ما يسميه لاكان نفسه متعته الخبيثة الضارة، أو ما يسميه فرويد نفسه الخبث والشر والعدوان المطلق في داخله - يكمن كذلك في قلب النفس. فعندما أعرض في خوف عن هذا الآخر الخبيث، فإنني أترك شريان النظام الواقعي المميت بداخلي الذي يفيض ويهدد بإغراقي مع اقتراب الجار. وهذا بلا شك ما يقصده لاكان بتعليقه المبهم بأنه «لا قانون للخير إلا في الشر ومن خلال الشر.»
10
أو كما قد تترجم المسيحية هذا التعليق، لا قيامة إلا من خلال السلبية المؤلمة للمعاناة وفقدان الذات.
فالحب إذن يوضع في الناحية المقابلة للقانون، بلا سبيل إليه إلا بالمتعة الوضيعة الخاصة بالنظام الواقعي - التي هي أثر دافع الموت بداخلنا - بالأمل الضعيف في الخروج من الجانب الآخر من النفق. فرفضنا للوصية المخزية بأن نحب أنفسنا رفض في نظر لاكان للمواجهة مع متعتنا المريعة، عندما تلوح «صورة من القسوة التي لا تطاق» في الأفق. وعلى هذا الوجه كما يحذر لاكان فإن «حب الجار قد يكون أقسى الخيارات.»
11
فالجار دائما غريب، والغريب في نظر فرويد عدو بصورة ما دائما؛ لذا فإن الوصية المسيحية بحب المرء عدوه ليست صادمة كما قد تبدو، فمن يكون من نقابلهم سوى أعداء محتملين؟ لكن ليس من السهل أن يحب المرء نفسه كذلك إن كان ذلك يعني تقبل الذات بالمعنى الواقعي وليس الخيالي؛ فالإنسان لا يود أن يحبه الآخرون كما يحبون أنفسهم. وقد أخطأ كينيث رينهارد - في مقال مفيد من أوجه أخرى - في زعمه أن حب المرء لنفسه هو حب خيالي بالضرورة، «الانعكاس البصري لنفسي الذي يكون الأنا النرجسية في طور المرآة.»
12
Unknown page