113

Mushilat Maca Ghuraba

مشكلات مع الغرباء: دراسة في فلسفة الأخلاق

Genres

ويلي :

وماذا إن لم يستطع التراجع؟

برنارد :

أظن أن هذا يكون عندما يتأزم الأمر بشدة.

هوامش

الفصل التاسع

ليفيناس ودريدا وباديو

ما من نظريتين أخلاقيتين تبدوان أشد تباعدا من المذهب الخيري البريطاني في القرن الثامن عشر وفلسفة إيمانويل ليفيناس.

1

إلا أن فكر ليفيناس يمثل - من بين ما يمثله - عودة إلى مذهب أخلاقي قائم على الإحساس والشعور، يخرج من عباءة إيمانويل كانط ليعيد القيم الأخلاقية مرة أخرى إلى سياق الجسد الخاضع للاحتياج والبؤس والعاطفة. ويمكن أن نضيف أن ثمة مشروعا هاما من هذا النوع سابقا على هذا: محاولة ماركس اليافع أن يحول أخلاق الجسد والإحساس إلى أخلاق شيوعية في كتابه «مخطوطات عام 1844 الاقتصادية والفلسفية». إن ليفيناس نفسه - الذي يرى (شأنه شأن آلان باديو) أن الأخلاق تتعارض مع الطبيعة - يعارض بشدة أي نظرية طبيعية من هذا النوع، بل والنظرية الأخلاقية في حد ذاتها. فهو يرى أن مثل هذا الحديث عن الأنواع البيولوجية به صدى لا يمكن تجاهله من الفكر النازي؛ فالأخلاق عنده أصلها الجسد، لكنها أيضا متسامية عنه. وهذا النوع من السمو يعرف بالبعد الشخصي.

Unknown page