============================================================
تقى الدين المقرزى من باب القنطرة خارج مدينة مصر إلى الشرف المعروف اليوم بالرصد وأنت مار إلى القرافة الكبرى، وأما الشرقي فمن طرف يركة الحبش التي تلى القرافة إلى نحو جامع أحمد بن طولون. ثم دخل أمير الجيوش بذر الجمالي إلى مصر في سنة ست وستين وأربعمائة وهذه المواضع خاوية على عروشها خالية من سكانها وأنيسها قد أبادهم الوباء واليباب وشييهم الموث والخراب ولم ييق بمصر إلا بقايا من الناس كأنهم أموات قد اصفرت وجوفهم وتغيرت سحنهم من غلاء الأسعار وكثرة الخوف من العسكرية وفساد طوائف العبيد والملحية ولم يجد من يزرع الأراضي؛ هذا والطرقات قد انقطعت برا وبحرا إلا بخفارة وكلفة كبيرة وصارت القاهرة أيضا يبابا دائرة، فأباح للناس من العسكرية والملحية والأرمن وكل من وصلت قدرته إلى عمارة أن يعمر ما شآء في القاهرة مما خلا من دور الفسطاط بموت أهلها، فأخذ الناس في هذم المساكن ونخوها بمصر وعمروا بها في القاهرة وكان هذا أول وقت اختط الناس فيه بالقاهرة.
ثم كان المنبه بعد القضاعى على الخطط والتعريف بها تلميذه أبو عبد الله 15 محمد بن بركات النخوي في تأليف لطيف تبه فيه الأفضل أبا القاسم شاهنشاه ابن أمير الجيوش بذر الجمالي على مواضع قد اغتصبت وتملكت بعد ما كانت آخباسا.
ثم كتب الشريف محمد بن إسماعيل الجواني كتاب "النقط لمعجم ما أشكل من الخططه فتبه فيه على معالم قد جهلت واثار قد ذثرت.
وآخر من كتب في ذلك القاضي تاج الدين محمد بن عبد الوهاب بن 1 المتوج كتاب "إيقاظ المتعفل واتعاظ المتامل" في الخطط بين فيه خجمل أحوال مصر وخططها إلى آعوام بضع وعشرين وسبعمائة فدئر بعده معظم ذلك في وباء سنة تسع وأربعين وسبعمائة ثم في وباء سنة احدى وستين ثم في لاه سنه ست وسبين وسبعمائة
Page 166