164

============================================================

تقي الدين المقريزي الله التي شرغها وحفظت سنن أنبياء الله ورسله ودون هذيهم الذي يقتدي به من وفقه الله إلى عبادته وهداه إلى طاعته وحفظه من مخالفته، وبها ثقلت أخبار من مضى من الملوك والفراعتة وكيف حل بهم سخط الله لما أتوا ما نهوا عنه وبها اقتدر الخليقة من أيناء البشر على معرفة ما دونوه من العلوم والصنائع وتأيي لهم علم ما غاب عنهم من الأقطار الشاسعة والأمصار المتباينة وغير ذلك مما لا يتكر فضله. ولكل أمة من أمم العرب والعجم على تباين أرائهم واختلاف عقائدهم أخبار معروفة عندهم مشهورة ذائعة بينهم، ولكل مصر من الأمصار المعمورة حوادث قد مرت به يعرفها علماء ذلك المصر في كل عصر ولو استقصيت ما صئف علماء العرب والعجم في ذلك لتجاوز حد الكثرة وعجزت القدرة البشرية عن حصره.

وأما "أجزاءه هذا الكتاب فإنها سبعة أولها يشتمل على جمل من أخبار أرض مصر وأحوال نيلها وخراجها وجبالها، وثانيها يشتمل على كثير من مدنها وأجناس أهلها، وثالثها يشتمل على أخبار فسطاط مصر ومن ملكها، ورابعها يشتمل على أخبار القاهرة وخلائفها وما كان لهم من الآثار، وخامسها يشتمل 15 على ذكر ما أثركت عليه القاهرة وظواهرها من الأحوال، وسادسها يشتمل على ذكر قلعة الجبل وملوكها، وسابعها يشتمل على ذكر الأسباب التى نشأ عنها خراب اقليم مصر. وقد تضمن كل جزء من هذه الأجزاء السبعة عدة 18 اقسام.

وأما "أي اتحاء التعاليمه قصدت في هذا الكتاب فإني سلكت فيه ثلاثة أنحاء، وهي: "النقل" من الكتب المصنفة في العلوم، و"الروايةه عمن أدركت 2 من مشيخة العلم وجلة الناس، و"المشاهدة لما عايته ورأيته. فأما النقل من دواوين العلماء التي صنفوها في أنواع العلوم فإني أعزو كل نقل إلى الكتاب الذي نقلته منه لأخلص من عهدته وأبرأ من جريرته، فكثيرا ممن ضمني وإياه العصر واشتمل علينا المصر صار لقلة إشرافه على العلوم وقصور باعه

Page 164