377

معجزات الحق، إذ كان المستبدون بحق أهل البيت، والمستأثرون بمراتبهم التي رتبهم الله فيها، يسومون من يتهمونه بحبهم سوء العذاب، يحلقون لحيته، ويطوفون به في الأسواق، ثم يرذلونه ويسقطونه ويحرمونه من كل حق، حتى ييأس من عدل الولاة (1) (2) ، ويقنط من معاشرة الرعية، فإذا ذكر عليا ذاكر بخير برئت منه الذمة، وحلت بساحته النقمة، فتستصفى أمواله، وتضرب عنقه، وكم استلوا ألسنة نطقت بفضله، وسملوا أعينا رمقته باحترام، وقطعوا أيديا أشارات إليه بمنقبة، ونشروا أرجلا سعت نحوه بعاطفة، وكم حرقوا على أوليائه بيوتهم، وأجتثوا نخيلهم، ثم صلبوهم على جذوعها، أو شردوهم عن عقر ديارهم، فكانوا طرائق قددا (3) وكان في حملة الحديث وحفظة الآثار، قوم يعبدون أولئك *** 367 )

Page 365