215

وعلا: «قد أوتيت سؤلك يا موسى» فعلي بحكم هذا النص خليفة رسول الله في قومه، ووزيره في أهله، وشريكه في أمره على سبيل الخلافة لا على سبيل النبوة وأفضل أمته، وأولاهم به حيا وميتا، وله عليهم من فرض الطاعة زمن النبي بوزارته له مثل الذي كان لهارون على أمة موسى زمن موسى، ومن سمع حديث المنزلة فانما يتبادر منه الى ذهنه هذه المنازل كلها، ولا يرتاب في ارادتها منه، وقد أوضح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، الأمر فجعله جليا بقوله: انه لا ينبغي أن أذهب الا وأنت خليفتي، وهذا نص صريح في كونه خليفته، بل نص جلي في أنه لو ذهب ولم يستخلفه كان قد فعل ما لا ينبغي أن يفعل، وهذا ليس الا لأنه كان مأمورا من الله عز وجل باستخلافه، كما ثبت في تفسير قوله تعالى: «يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته» (1) ومن تدبر قوله تعالى في هذه الآية: «فما بلغت رسالته» ثم أمعن النظر في قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: انه لا ينبغي أن أذهب الا وأنت خليفتي، وجدهما يرميان الى غرض واحد كما لا يخفى، ولا تنس قوله، صلى الله عليه وآله وسلم، في هذا الحديث: أنت ولي كل مؤمن بعدي، فانه نص في أنه ولي الأمر وواليه والقائم مقامه فيه، كما قال الكميت رحمه الله تعالى:

ونعم ولي الأمر بعد وليه * ومنتجع التقوى ونعم المؤدب (2)

والسلام.

ش

المراجعة 27

18 ذي الحجة سنة 1329

التشكيك في سند حديث المنزلة *** 216 )

Page 203