213

يومئذ صحيح قبل أن يعمى، قال: فابتدؤوا، فتحدثوا، فلا ندري ما قالوا، قال: فجاء ينفض ثوبه ويقول: أف وتف، وقعوا في رجل له بضع عشرة فضائل ليست لأحد غيره، وقعوا في رجل قال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: لأبعثن رجلا لا يخزيه الله أبدا، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، فاستشرف لها من استشرف، فقال: أين علي؟ فجاء وهو أرمد لا يكاد أن يبصر، فنفث في عينيه ثم هز الراية ثلاثا، فأعطاها اياه، فجاء علي بصفية بنت حيي، قال ابن عباس: ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلانا بسورة التوبة فبعث عليا خلفه، فأخذها منه، وقال: لا يذهب بها الا رجل هو مني وأنا منه، قال ابن عباس: وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لبني عمه: أيكم يواليني في الدنيا والآخرة، قال: وعلي جالس معه فأبوا، فقال علي: أنا أواليك في الدنيا والآخرة، قال: أنت وليي في الدنيا والآخرة، قال: فتركه، ثم قال: أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ فأبوا، وقال علي : أنا أواليك في الدنيا والآخرة، فقال لعلي: أنت وليي في الدنيا والآخرة، قال ابن عباس: وكان علي أول من آمن من الناس بعد خديجة، قال: وأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثوبه، فوضعه على علي وفاطمة وحسن وحسين، وقال: «انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا» ، قال وشرى علي نفسه فلبس ثوب النبي، ثم نام مكانه وكان المشركون يرمونه، الى أن قال: وخرج رسول الله في غزوة تبوك وخرج الناس معه، فقال له علي: أخرج معك؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: لا. فبكى علي، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، الا أنه ليس بعدي نبي، أنه لا ينبغي أن أذهب الا وأنت خليفتي، وقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنت ولي كل مؤمن بعدي ومؤمنة، قال ابن عباس: وسد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ابواب المسجد غير باب علي، فكان يدخل المسجد جنبا وهو طريقه ليس له طريق غيره، قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «من كنت مولاه فان مولاه علي...» الحديث، قال الحاكم بعد اخراجه: هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه بهذه السياقة، قلت:

--- *** 214 )

Page 201